القدس اولى القبلتين ,وثالث الحرمين الشريفين,مسرى الرسول محمد علية السلام, سرة العالم ووجعة المستمر منذ الخلق , ارض الزيتون والشهداء , عبق التاريخ وارض الانبياء , بوابة الارض الى السماء , مهد الديانات والحضارات , القدس عاصمة فلسطين الابدية وشيفرة وجودها.
تتعرض القدس ومنذ سنوات لاحتلال فاقت بشاعتة كل وصف , فهو يريد مسح هويتها وتزوير تاريخها وادعاء احقيتة بها وبحضارتها , كما يريد تشكيل حاضرها ضمن مواصفاتة واعتقاداتة وصلا الى رغبتة فى صناعة مستقبل لها , يكون بعيدا كل البعد عن محيطها وواقعها , وغير مرتبط بتاريخها وحضارتها . وقد اشتدت هجمة الاحتلال فى السنوات الاخيرة وبعد قرار ضم القدس الى كيانة , فزدادت وتوسعت الحملة الاستيطانية والاستيلاء على الاملاك العربية بكل الوسائل وشى الطرق , حيث مارس الاحتلال سياسة التهجير لاهل القدس الذين بقوا يقاومون هذة السياسة بكل مايستطيعون من قوة امام هذا الغول الاستعمارى المقيت والذى لم تتعرض لة القدس على طوال تاريخها .
القدس التى تهفو اليها قلوب العرب والمسلمين ستكون عاصمة للثقافة العربية العام القادم 2009 , وستشهد القدس ومدن فلسطينية وعربية فاعليات ثقافية وفنية تبرز دور القدس بصفة خاصة وفلسطين بصفة عامة فى الثقافة العربية ومدى تأثير القدس فى المشهد الثقافى العربى ,والتأثير الذى تركة المثقفون الفلسطينيون على هذا المشهد , واثر القدس فية.
لقد كانت القدس وعلى مدى السنوات ملهمة للمثقفين من كتاب وشعراء وفنانين , فسردتت قصصها وتجسدت فى اروع الروايات والمؤلفات , وتعنى بها الشعراء فى اجمل ما كتب من شعر عن القضية الفلسطينية , فلم يبقى شاعر الا وكانت القدس ملهمة لا حدى قصائدة , وجسدها الفنانون رسوما ونحتا ومسرحا وغناء.
ان اختيار القدس لتكون عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 وفى هذا الوقت العصيب من تاريخ الشعب الفلسطينى , وخاصة ما تمر بة القدس بشكل خاص , ان هذا الاختيار يشكل تحديا للشعب الفلسطينى وقيادتة , فالوطن الفلسطينى الذى لازال يرزح تحت سياط الاحتلال , والذى لازال يتعرض لكل ممارسات الاحتلال من قمع وقتل وتهجير ومصادرة اراضى واستيطان واعتداء يومى على القدس ومقدساتها , واستمرارا لبناء سور الفصل العنصرى الذى يريدون بة فصل القدس واخراجها من محيطها العربى والاسلامى ,وصلا لشطب وتزوير تاريخها وتدمير مقدساتها من خلال ما يقوم بة الاحتلال من حفريات تحت الاماكن الاسلامية المقدسة والتى تعرضها للهدف والتلف .
اذن فاختار القدس فى هذا الوقت بالذات , وفى هذة الظروف المعقدة يعتبر تحديا صعبا , على القيادة ان تأخذة على محمل الاهمية القصوى وصلا لانجاحة لما فى ذلك من خدمة هامة للقضية الفلسطينية ,وقضية القدس بشكل خاص والتى ستكون على قائمة الاهتمامات اذا نجحنا فى الاستفادة من هذة المناسبة الهامة .
ان اخطر ما تتعرض لة فلسطين وقضيتها الان هى حالة الانقسام التى تضرب اطناب الوطن , وتعصف بة , والتى مزقتة ومزقت الشعب الفلسطينى , وذلك نتيجة سياسة البعض الذى حاد عن طريق الصواب وخرج عن الشرعية الفلسطينية وذلك خدمة لمصالح شخصية وحزبية ضيقة , او خدمة لاملاءات خارجية لاتريد وبأى شكل من الاشكال الا الاضرار بالشغب الفلسطينى وقضيتة خدمة لمصالها الخاصة.
حالة الانقسام الحالية التى يعانى منها الشعب الفلسطينى هى اكبر خدمة قدمت للاحتلال منذ تأسيسة وذلك لاستكمال مشروعة الاستيطانى , فقد ترك الانقسام الباب مشرعا لتسلل الاحتلال للبقية الباقية فى الجسم الفلسطينى , بعد ان انصرف الجميع لمحاولة الخروج من هذا الانقسام , فوجهت كل الجهود والطاقات لاجل ذلك ,وتركت الباب مشرعا للاحتلال للقيام بما يريد تحت مسميات كثيرة كان اخطرها عدم وجود شريك .
وان كنا هنا لسنا بصدد تحميل المسؤولية لهذا الطرف او ذاك . فأننا نؤكد ان التاريخ لن يرحم من أساء للشعب الفلسطينى وقضيتة , وان فلسطين اكبر من الجميع اشخاصا وتنظيمات واحزابا ,فأننا ندعو الجميع الى الوقوف اما مسؤولياتهم وتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح , والعودة الى الشرعية الفلسطينية , والقفز على الجراح للوصول الى حالة من الوحدة الوطنية المطلوبة لمواجهة غول الاستيطان والاحتلال .
القدس ستكون العام القادم عاصمة للثقافة العربية , فهل لنا ان نستغل هذة الفرصة لاعادة الوحدة للجسد الفللسطينى , وهل لنا ان نستعلها فى لملمة الصفوف ونبذ الخلافات والالتفات الى المصالح الوطنية والعمل على تحقيقها , فالعالم كلة سينظر الى فلسطين فى هذا العام , سينظر الى فلسطين واحدة , وليس الى الى فلسطينان , فالتاريخ الفلسطينى واحد , والحضارة الفلسطينية واحدة والثقافة الفلسطينية واحدة , والالم الفلسطينى واحد , والدم الفلسطينى واحد , والعلم الفلسطينى واحد , وفلسطين واحدة ونرفض ان تكون اثنتان كما يريد البعض , فهل لنا ان نستغل هذة المناسبة لنعيد تصحيح صورتنا امام العالم , واعادة الاحترام لنا ولقضيتنا التى افقدناها الكثير من الصدق والاحترام لما قدم البعض على فعلة .